محطات من كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس
حلائِلَ أسودينَ وأحمرِيْنَا
وإذا كان آدم اسماً قيل في جمعه آدمون وأوادم كما يقال في جمع ( 148 ) ينظر في تسمية آدم مفردات الراغب 9 زاد المسير 1 62 اللسان ( أدم ) ( 149 ) هو أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس صحابي توفي 44 ه ( طبقات الفقهاء 44 الإصابة 4 211 تهذيب التهذيب 5 362 ) ( 150 ) سائر النسخ ولد آدم ( 151 ) مشكل الحديث وبيانه 25 ( 152 ) زاد المسير 1 612 ( 153 ) ك الجميع ( 154 ) شعره 2 116
الأسود أساوِد أنشدنا أبو العباس قال أنشدنا أبو العالية
وأُلصِقُ أحشائي بطيبِ تُرابِهِ
وإنْ كانَ مخلوطاً بسُمِّ الأساوِدِ
( 155 ) ( 490 )
313 - وقولهم قد أَكْدَى فلانٌ
( 156 )
قال أبو بكر معناه قد قطع العطاء وأُيسَ من خيره قال أبو العباس الأصل في هذا أن يحفر الحافر البئر يطلب الماء فإذا بلغ إلى موضع الصلابة ويئس من الماء قيل أَكْدَى فهو مُكْدٍ ويقال لها الكُدْية والجمع كُدى ً قال الشاعر ( 157 )
( فتى الفتيان ما بلغوا مداهُ
ولا يُكدي إذا بَلَغَتْ كُداها )
أي إذا يئس من خير الفتيان لا ( 158 ) ييأس من خيره وقال الله عز وجل وهو أصدق قيلا ( وأعطَى قليلاً وأَكْدَى ) ( 159 ) أي أمسك عن العطية وقطعها وقال الشاعر ( 160 )
( من اللاءِ يحفرنَ تحتَ الكُدَى ولا يتَّبِعْنَ الدِّماثَ السهولا )
وقال الآخر
( فمزرعة ٌ طابَتْ وأضعفَ رَيْعُها ومزرعة ٌ أَكْدَتْ على كلِّ زارِعِ ) ( 161 ) ( 148 أ )
314 - وقولهم قد صَرَّحَ فلانٌ بكذا وكذا
( 162 ) ( 491 )
قال أبو بكر معناه قد كشفه وبيَّنه ولم يخلطْه بشيء يستره ويُعَمِّيه أُخِذَ من الصَّريح والصريح عند العرب اللبن الخالص الذي لا يخالطه غيره ( 155 ) لنبهان بن عكي العبشمي في الكامل 48 وبلا عزو في الحنين إلى الأوطان ( رسائل
الجاحظ ) 2 384 والجمهرة 2 267 ( 156 ) اللسان ( كدا ) ( 157 ) الخنساء ديوانه 86 ( 158 ) سائر النسخ لم ييأس ( 159 ) النجم 34 ( 160 ) كثير ديوانه 492 وفيه ولا يبتغين والدماث الأراضي السهلة ( 161 ) لم أقف عليه ( 162 ) الفاخر 115
قال الشاعر
دعاها بشاة ٍ حائلٍ فتحلَّبَتْ
له بصريحٍ ضَرَّة ُ الشاة ِ مُزْيِدِ
( 163 )
315 - وقولهم قد أدَّى فلانٌ الجزْيَة َ
( 164 )
قال أبو بكر الجزية معناها في كلامهم الخراج المجعول عليه وإنما سميت جزية لأنها قضاء منه لما عليه أخذ من قولهم قد جزى يجزي إذا قضى قال الله عز وجل ( واتقوا يوماً لا تجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئاً ) ( 165 ) معناه لا تقضي ولا تُغني
وقال الأصمعي قيل لأبي هلال ما كان الحسن يقول في كذا وكذا قال كان يقول أي ذلك فعل جزى عنه أي قضى عنه
ومن ذلك قول النبي لأبي بُردة بن نيار ( 166 ) في الجَذَعة التي أمره أن يُضَحِّي بها ( ولا تجزي عن أحدٍ بَعْدَكَ ) ( 167 ) معناه ولا تقضى
ومن ذلك الحديث الذي يُروى عن عُبيد بن عُمير أنه قال ( كان رجل يداين الناس وكان له كاتب ومتجازٍ وكان يقول له إذا رأيت الرجل مُعْسِراً ( 492 ) فأنظِر فغفر الله له ) ( 168 ) فالمتجازي المتقاضي
وقال الأصمعي ( 169 ) أهل المدينة ( 170 ) يقولون قد أمرت فلاناً يتجازى ديني ( 148 ب ) على فلان أي يتقاضاه ويقال أجزاني الشيء يجزيني فهو مُجْزِيء لي إذا ( 163 ) البيت في حديث أم معبد كما في النهاية 3 20 83 والضرة أصل الضرع ( 164 ) اللسان ( جزى ) ( 165 ) البقرة 123 ( 166 ) هو هانئ بن نيار بن عمرو صحابي توفي 45 ه ( تهذيب التهذيب 12 19 الإصابة 6 523 ) ( 167 ) غريب الحديث 1 56 ( 168 ) غريب الحديث 1 57 ( 169 ) غريب الحديث 1 57 ( 170 ) ( أهل المدينة ) ساقط من ك
كفاني قال أبو الأسود ( 171 )
( دع الخمرَ يشربْها الغواة ُ فإنَّني
رأيتُ أخاها مُجْزياً لمكانِهَا )
( فإنْ لا يَكُنْها أو تكُنْه فإنّه أخوها غَذَتْهُ أُمُّهُ بِلبانِها )
ومن ذلك قول الناس قد اجتزأت بكذا وكذا وقد تجزّأت به قال الشاعر ( 172 )
( لقد آليتُ أَغدِرُ في جَداعٍ وإنْ مُنَّيتُ أُمَّاتٍ الرِّباعِ )
( بأنّ الغَدْرَ في الأقْوامِ عارٌ
وأنَّ الحُرَّ ( 173 ) يَجْزأُ بالكُراعِ )
معناه يكتفي به ( 174 )
316 - قولهم لا تلوسُ كذا وكذا
( 175 )
قال أبو بكر معناه لا تناله وهو مأخوذ من قولهم ما ذُقْتُ لواساً أي ما ذقت ذَواقاً
317 - وقولهم هو من أتباع الدجّال
( 176 ) ( 493 )
قال أبو بكر سمعت أبا العباس يقول الدجال مأخوذ من قولهم قد دَجَلَ في الأرض ( 177 ) فمعنى دجل فيها ضرب فيها وطافها فسمي الدجال دجالاً لطوفه البلاد وقطعه الأرضين
وسمعته مرة أخرى يقول قد دَجَّلَ إذا لَبَّسَ ( 178 ) ومَوَّهَ ( 171 ) ديوانه 128 ( 172 ) أبو حنبل الطائي كما في غريب الحديث 1 58 وجداع السنة المجدية أمات الرباع الإبل والرباع جمع ربع بضم الراء وفتح الباء الفصيل ينتج في الربيع وينظر قصته مع امرى ء القيس والمثل ( أوفى من أبي حنبل ) في ديوان امرى ء القيس بشرح الأعلم الشنتمرى 217 ( 173 ) ك المرء ( 174 ) ( معناه يكتفى به ) ساقط من ك ( 175 ) الفاخر 10 ( 176 ) اللسان والتاج ( دجل ) ( 177 ) بعدها في ك يدجل ( 178 ) ك ستر
ويقال للدجال مسيح لأن إحدى عينيه ممسوحة والأصل فيه ممسوح فصُرف عن مفعول إلى فعيل كما قالوا مقتول وقتيل ومقدور وقدير
وأما المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فإن في تفسير معنى المسيح سبعة أقوال ( 179 )
يروى عن ابن عباس أنه قال إنما سمي عيسى مسيحاً لأنه كان لا يمسح بيده ذا عاهة إلاّ برأَ ولا يضيع يده على شيء إلا أُعطِي فيه مُراده
وقال إبراهيم النخعي المسيح الصِّديق ( 149 أ ) وقال أبو العباس أحمد بن يحيى سمي المسيح مسيحاً لأنه كان يمسح الأرض أي يقطعها
وقال عطاء عن ابن عباس سمي مسيحاً لأنه كان أمسح الرجل لا أخمص له والأخمص ما يتجافى عن الأرض من الرجل من وسطها ولا يقع عليها
ويقال إنما سمي المسيح مسيحاً لسياحته في الأرض
وقال آخرون إنما سمي مسيحاً لأنه خرج من بطن أمه ممسوحاً بالدُهن
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام المسيح في كلام العرب على معنيين المسيح الدجال والمسيح عيسى بن مريم
فإذا كان المسيح الدجال فالأصل فيه الممسوح لأنه ممسوح إحدى العينين
وإذا كان المسيح عيسى بن مريم فأصله بالعبرانية ( مشيحا ) ( 494 ) بالشين فلما عربته العرب أبدلت من شينه سيناً فقالوا المسيح كما قالت العرب موسى وأصله بالعبرانية موشى فلما عرّبوه ونقلوه إلى كلامهم أبدلوا من شينه سينا
318 - وقولهم على الكافرِ لعنة ُ الله ولعنة ُ اللاعنين
قال أبو بكر في اللاعنين قولان قال ابن عباس ( 181 ) اللاعنون كل ما على وجه الأرض إلا الثقلين الجن ( 182 ) والإنس
وقال مجاهد ( 183 ) اللاعنون هوام الأرض الخنافس والعقارب والحيّات تلعنهم وتقول مُنِعْنا القطر بخطايا بني آدم وذنوبهم ( 149 ب )
فإن قال قائل كيف صلح أن يجمعوا بالواو والنون وإنما سبيل الواو والنون أن يكونا للناس
قيل له العلة في هذا أنهن وصفن بوصف الناس وأجرين مجرى الناس قال الله عز وجل ( قالتْ نملة ٌ يا أَيُّها النملُ ادخلوا مساكِنَكم ) ( 184 ) فأثبتت ( 185 ) الواو في فعل النمل لأنهن وصفن بالقول والقول سبيله أن يكون من الناس وقال تبارك وتعالى ( إنّي رأيتُ أحدَ عشرَ كوكباً والشمسَ والقمرَ رأيتهم لي ساجدين ) ( 186 ) فقال ساجدين ولم يقل ساجدات لأنه وصفهن بمثل وصف الناس
وقال ابن مسعود ( 187 ) إذا تلاعن الرجلان فلعن أحدهما صاحِبَه رجعت اللعنة على المستحق لها منهما فإن لم يكن فيهما مستحق لها رجعت على اليهود الذي كتموا ما أنزل الله عز وجل ( 179 ) ينظر في هذه الأقوال مفردات الراغب 487 زاد المسير 1 389 بصائر ذوي التمييز 4 500 - 505 ( 180 ) اللسان والتاج ( لعن ) ( 181 ) القرطبي 2 187 ( 182 ) ك وهما الجن ( 183 ) المحرر الوجيز 1 464 ( 184 ) النمل 18 ( 185 ) سائر النسخ فأثبت ( 186 ) يوسف 4 ( 187 ) تفسير الطبرسي 1 241
( 495
319 - لا لَعَمْري ما هو كذا
( 188 )
قال أبو بكر قال أهل اللغة معنى لعمري وحياتي وذلك أن العمر عند العرب الحياة والبقاء وفيه ثلاث لغات عُمُر بضم العين والميم وعُمْر بضم العين وتسكين الميم وعَمْر بفتح العين وتسكين الميم
قال الله عز وجل ( فَقَدْ لَبِثْتُ فِيْكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ ) ( 189 ) ويُروى عن الأعمش ( 190 ) ( عُمْراً من قبله ) قال الشاعر ( 191 )
( هأنذا آمل الخلودَ وقد
أدركَ عُمْري ومولدي حُجُرا ) ( 150 أ ) -
( أبَا امرى ِء القيس هل سمعتَ به هيهاتَ هيهاتَ طالَ ذا عُمُرا )
وقال الآخر ( 192 )
( أَيُّها المبتغي فناءَ قُرَيْشِ بيدِ اللهِ عُمْرُها والفناءُ )
وقال ابن أحمر ( 193 ) في فتح العين وتسكين الميم
( بانَ الشبابُ وأخلفَ العَمْرُ
وتنكَّرَ الإِخْوانُ والدهرُ )
وقال ( 194 ) في ضم العين والميم
( بانَ الشبابُ وأفنى ضعْفَكَ العُمُر للهِ دَرُّكَ أيَّ العيش تنتظرُ )
وقال الله عز وجل ( لَعَمْرُكَ إنهَّم لَفِي سَكْرتِهِمْ يَعْمهونَ ) ( 195 ) قال ابن ( 469 ) - عباس ( 196 ) معناه وحياتك وإنما قالوا في القسم لعمرك ولم يستعملوا ( 188 ) زاد المسير 4 408 القرطبي 10 40 اللسان والتاج ( عمر ) وينظر شرح القصائد السبع 201 - 202 ( 189 ) يونس 16 ( 190 ) البحر 5 133 ( 191 ) الربيع بن ضبع الفزاري كما في المعمرون 9 حماسة البحتري 201 ( 192 ) عبيد الله بن قيس الرقيات ديوانه 88 ( 193 ) شعره 60 ( 194 ) شعره 95 ( 195 ) الحجر 72 ( 196 ) تفسير الطبري 14 44
اللغتين الأُخريين لكثرة ما يستعملون الأقسام في الكلام فاختاروا المفتوح للقسم لأنه أخف على اللسان من المضموم وكذلك قولهم لَعَمْر الله معناه وبقاء الله الدائم
وعَمْرُك موضعه رفع بجواب اليمين قال الفراء ( 197 ) الأَيمان ترتفع بجواباتها فإذا أسقطت العرب اللام منه نصبوه فقالوا عَمْركَ لا أقوم وإنما نصبوه على مذهب المصدر قال الشاعر
( عَمْرَكِ الله ساعة ً حَدِّثينا
ودَعِينا من ذِكْرِ ما يؤذينا ) ( 198 )
320 - قولهم للهِ دَرُّكَ
( 199 )
قال أبو بكر قال أهل اللغة الأصل في هذه الكلمة عند العرب أن الرجل إذا كثُر خيره وعطاؤه وإنالتهُ الناسَ قيل للهِ دَرُّه أي عطاؤه وما يُؤخذ منه فشبهوا عطاءه بدرِّ الناقة والشاة ثم كثر استعمالهم هذا حتى صاروا - ( 150 ب ) يقولونه لكل مُتَعَجَّبٍ منه قال الشاعر ( 200 )
( للهِ دَرُّكَ إنّي قد رميتهم لولا حُدِدْتُ ولا عُذْرَى لمحدودِ )
وقال الفراء ( 201 ) ربما استعملوه وقالوه من غير أن يقولوا لله فيقولون دَرَّ دَرُّ فلان ولا دَرَّدَرُّه وأنشد الفراء
( لا دَرَّدَرِّي إنْ أطعمتُ نازلهم قِرْفَ الحَتِيِّ وعندي البُرُّ منكوزُ ) ( 202 )
وقال الآخر ( 203 ) ( 497 )
( دَرَّ دَرُّ الشبابِ والشَّعَرِ الأسْودِ
والضامراتِ تحتَ الرجال ) ( 197 ) اللسان ( عمر ) ( 198 ) بلا عزو في شرح السبع 201 و في اللسان ( عمر ) ( 199 ) الفاخر 55 جمهرة الأمثال 2 210 ( 200 ) شرح السبع 551 والمذكر والمؤنث 610 بلا عزو وللجموح الظفري في شرح أشعار الهذليين 871 ونسب إلى راشد بن عبد ربه السلمي في اللسان ( عذر ) والخزانة 1 222 ( 201 ) الفاخر 56 ( 202 ) للمتنخل الهذلي ديوان الهذليين 2 15 والقرف القشر والحتي المقل وهو الدوم ( 203 ) عبيد بن الأبرص ديوانه 108 وفيه والراتكات تحت الرحال والراتكات الإبل النجائب التي ترنك في سيرها أي تسرع
321 - وقولهم المنزلُ مَحُفُوفٌ بالناسِ
( 204 )
قال أبو بكر معناه الناس مجتمعون بِحفافيه وحِفافاه جانباه قال أبو عبيدة ( 205 ) في قول الله عز وجل ( وترى الملائكة َ حافِّينَ من حَوْلِ العَرْشِ ) ( 206 ) معناه يطوفون بحِفافيه أي بجانبيه وأنشد أبو عبيدة ( 207 )
( تَظَلُّ بالأكمام محفوفة ً
تَرْمُقُها أَعيُنُ جُرَّامِها ) ( 208 )
وقال عمر بن أبي ربيعة ( 209 )
( سائِلا الرَّبْعَ بالبُلَيِّ وقولا هِجّتَ شوقاً لي الغداة َ طويلا )
( أينَ حَيٌّ حَلُّوكَ إذ أنتَ محفوفٌ بهم آهِلٌ أراكَ جَميلا )
322 - وقولهم ما ينامُ ولا يُنِيمُ
( 210 ) ( 498 ) قال أبو بكر قال الأصمعي معنى ولا ينيم ولا يكون منه ما يدفع السهر فينام معه ( 151 أ ) وقال غيره معنى قولهم ولا ينيم ولا يأتي بسرور يُنام له
وقال غيرهما معنى قولهم ولا ينيم ولا ينيم غيرهُ أي يمنع غيرَه من النوم قال الشاعر
( ومُوكّلٌ بك لا أَمَلْلُ
ولا أنامُ ولا أُنِيمُ ) ( 211 ) ( 204 ) اللسان ( حفف ) ( 205 ) المجاز 2 192 ( 206 ) الزمر 75 ( 207 ) المجاز 1 402 ( 208 ) للطرماح ديوانه 443 والأكمام ما يغطي ثمار النخلة من السعف والليف والجرام الذين يجرمون النخل أي يجنون ثماره ( 209 ) ديوانه 374 ( 210 ) الفاخر 42 اللسان ( نوم ) ( 211 ) لم أقف عليه
الكتاب : الزاهر فى معانى كلمات الناس
المؤلف / أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري
دار النشر / مؤسسة الرسالة - بيروت - 1412 هـ -1992
عدد الأجزاء / 2
الطبعة : الأولى
تحقيق : د. حاتم صالح الضامن